بوابة صوت جازان الإلكترونية 

مقال وقصة " لم يعلمونا ... "
منذ 22 ساعة و 18 دقيقة 0 62 0
" لم يعلمونا ... "

 

الكاتبة ـ موسيه العسيري 


 

عندما كنا صغارًا...

لم نتعلم، ولم يُعلّمنا المعلمون،

أن كلما كبرنا... كبر همّنا،

وكلما نضجنا... نضجت معنا أحلامنا،

وقد تكون أحلامنا لا تناسب واقع معيشتنا،

أو قد تكون أكبر من إرادتنا أو استطاعتنا.

 

لم نكن نعرف ذلك،

ولم يُعلّمونا أن عقولنا الصغيرة وقتها كانت مثل الإسفنج،

تمتص كل شيء يُلقى فيها،

لكن ما أُلقي لم يكن دومًا هو ما نحتاجه لنفهم الحياة.

 

لم يعلمونا أن الأشياء التي نملكها اليوم... هي كنز،

لأن غيرنا ببساطة... لا يملكها.

لم يُعلّمونا قيمة اللحظة التي نعيشها،

أن الحياة ليست كما كنا نظن،

وليست كما رسمناها ونحن أطفال.

 

الحياة...

ليست حكاية تنتهي بانتهاء شخص،

بل هي تستمر، بنا أو بدوننا.

حتى أقرب الأشخاص، حين يغيبون، لا تتوقف الحياة بعدهم.

 

ولم يعلمونا أن الحياة غريبة،

عجيبة،

غابة،

مسرح،

حلبة مصارعة أحيانًا،

يسود فيها من يستطيع أن يبقى،

أن يقاوم،

أن ينجز، ولو شيئًا بسيطًا.

 

لم نتعلم في بيوتنا، ولا في مدارسنا،

أن الطمأنينة لا تأتي من المال، ولا الشهرة، ولا الإنجازات،

بل من الصحة،

من راحة البال،

من السكينة التي قد نفتقدها ونحن نمتلك كل شيء.

 

الحياة... تُعطي وتأخذ.

ثم تأخذ،

ثم تهدّ،

ثم تبني،

ثم تعيد الكرة.

 

هي معادلة،

لكنها لا تحتاج إلى عالم رياضيات يحل رموزها،

بل إلى إنسان يفهم كيف يقسم،

كيف يطرح،

كيف يجمع،

كيف يتعايش.

 

فهم الحياة لا يعني أننا سنكشف كل أسرارها،

لكن يعني أننا على الأقل... سنصمد.

 

قولوا لأبنائكم:

الحياة أبسط مما نظن.

افهمها فقط.

افهم نفسك،

واكتفِ... ثم امتلك.

 

ليس عيبًا أن نطمح لشيء أكبر.

ولا بأس إن فشلنا.

لكن المهم أن نُدرك أن تغيير العالم يبدأ من تغيير أنفسنا.

من تغيير أحلامنا،

وتقريبها منّا... حتى نصل لما نريده نحن، لا ما أرادوه لنا.

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

ابراهيم حكمي
المدير العام
مدير القسم الفني ومدير قسم النشر

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة

بلوك المقالات

الصور

بوابة صوت جازان الإلكترونية 

بوابة صوت جازان الإلكترونية 

أخر ردود الزوار

الكاريكاتير

استمع الافضل