الكاتبة ـ موسيه العسيري .
هل نحن نتغير لأننا نريد التغيير، أم نتغير مع تغيّر العوامل التي نمر بها أو تمر بنا؟!
والجواب على هذا السؤال يحتاج إلى تفكير عميق جدًا؛ فكل إنسان قد يجيب حسب العوامل التي مرّ بها أو البيئة التي عاش فيها، أو حتى الظروف التي أُرغم على العيش في ظلّها.
نحن نتغير، لكننا قد لا نلاحظ ذلك التغير إلا حين تمر بنا لحظات تعصف بطبيعتنا التي كنا عليها! لحظات تجعلنا نترك تلك الطبيعة التي ميّزتنا يومًا ما، لأننا نراها لم تعد تناسب البيئة التي نحن فيها أو العوامل التي تضغط علينا. وهكذا نحاول أن نتغير مع تغيّر المكان والزمان والظروف التي تحيط بنا.
لكن السؤال يبقى: هل تكون تلك التغيرات في محلها، أم أنها تحدث لا شعوريًا؟!
نعم، قد نتغير لا شعوريًا بسبب البيئة التي نعيشها، أو بسبب مخالطة أشخاص آخرين يتركون أثرًا عميقًا في حياتنا… وحينها نجد أنفسنا أشخاصًا آخرين لا نعرفهم!
هنا يظهر الفرق بين نوعين من التغير:
التغيير الإرادي الواعي: وهو التغيير الذي نسعى إليه بوعي وإرادة، كي نظهر بصورة جديدة تناسب ما نريد أن نكونه.
التغيير غير الإرادي: وهو التغيير الذي يحدث دون أن نشعر به؛ فنستيقظ ذات يوم لنكتشف أننا أشخاص آخرون… نحمل أسماءنا وصورنا، لكن لا نحمل أرواحنا!
ذلك لأن الروح التي كانت داخلنا قد تلوثت بتغيرات الآخرين، وأصبحت روحًا أخرى… برغم أنها روحنا، لكنها لم تعد كما كانت.





.jpg)
.jpg)
.jpg)






.jpg)
.jpg)



























