الكاتبة ـ موسية عسيري 

ها قد عدت من جديد، يا أيها الشتاء…

وعادت معك تلك الأيام التي كنا

 نسهر ونتسامر فيها حول النار.

فما أجمل رائحة الحطب، وما أجمل تلك الشررات المتطايرة من الحطب،

وكأنها بدورها تريد أن تشاركنا السهر والحديث،

نحن ومن معنا من الأهل والأصدقاء.

كنا نجلس معهم، لكن لنا لغتنا التي لا أحد يفهمها…

تتحدث أعيننا، ونبتسم وكأننا نسرق تلك الابتسامات

كي لا يشعر أحد بنا.

فما أجملك يا أيها الشتاء…

فهل، عندما نلتقي في هذا الشتاء، نعود كما كنا أول مرة،

في أول لقاء لنا، في أول شتاء؟

وإن التقينا، هل ستكون تلك اللغة التي بيننا كما هي؟

وماذا عن الابتسامات التي كنا نسرقها؟

هل سنعود من جديد، كما كنا، نسرقها ونبتسم

دون أن يشعر أحد بنا أننا أعجب كل منا في الآخر؟