أمية المعلم ..
الكاتب / ابراهيم أحمد أل الفقهاء
شكراً لكورونا التي قالت شكراً ورافقتكم السلامة لأولئك المعلمون من الجنسين الذين سقطوا مع أول اختبار للدخول في عالم التحول الرقمي التقتني الجديد، عالم الفترة الراهنة والمستقبلية.
إنها حيرة الحيران التي لا تهديه سبيل الرشاد فأصبح يقلب كفيه ولا يعلم لمن يبث حزنه.
هل هو للمعلم الذي يشتكي من الكرب العظيم (التعامل مع المنصة) ولسان حاله في كل ليلة يقول (غداً يوما عبوساً قمطريرا).
أم هل يذهب الحزن حسرات على مستقبل هذا (الطالب/ الطالبة) الذي يتخرج كيفما اتفق وبامتياز يؤكد أنه بعيد من كل تميز وعلم ومعرفة بامتياز بمباركة امية المعلم / المعلمة التقنية التي نأت بعيدا لترسو على فكرهم المتجمد حصريا على دفتر التحضير الذي نسي تاريخ أول تحضير كتبه ثم يعاود نسخه دوريا وربما نسخه له/ لها أحد الطلاب ممن منحهم الله ملكة الخط الجميل.
هذا الهروب من الباب الخلفي لتحمل المسؤولية ومواكبة الانفجار التقني المتزامن مع طاعون العصر كورونا التي قلبت الموازين هو عنوان كبير وواضح لأمية (المعلم / المعلمة) في عصر التنوير ممن يفترض بهم أن يكونوا مصدر المعلومة والمرجع لكل جديد لا سيما في عالم العلم والمعرفة.
هذا التذمر هو برهان لتقاعس (المعلم / المعلمة) عن تطوير الذات والسعي لاكتشاف ما جد في حقل التعليم من تطور تقني ومحاولة سباق الزمن للإمساك بزمام المبادرة لا سيما وخير من يمثل البحث والتطوير والتعلم هو (المعلم / المعلمة) وهو فرض عين في حقهم، وهم ليسوا بعيدا عن هذه التقنية والتي هي صديقة حميمة لهم من خلال التعامل الكامل واللصيق بوسائل التواصل الاجتماعي والتي يصرفون معها جل أوقاتهم ولكن بشكل سلبي إذا ما قورن بما يجب عليهم التعامل معه من خلال القنوات التعليمية الإلكترونية المفترض التعامل معها.
ما دام الحال كذلك فإن (المعلم / المعلمة) هم من كتب نهايتهم السريعة والمخجلة نتيجة الكسل والخوف من التقدم كما ينبغي كونهم افتراضيا وعاء المعرفة ومصدر المعلومة الجديدة ومشعل العلم، ولكنهم خالفوا كل التوقعات تقهقهراً ورغبة في إقصاء ذاتهم من خارطة التحدي وأصبحوا رقما هامشيا في عالم كان يجب أن يكونوا أحد مرتكزات الوجود فيه، ولكن للأسف تنصلوا من شرف خلافة الأنبياء، كل ذلك خوفا من الخوف تكاسلا وتقاعساً.
والسؤال هل هذا هو حال المعلم الباحث عن المعلومة التي هي ضالة المؤمن ناهيك عن المعلم لأن العلم عنوان الإيمان؟
كيف لهذا/ه (المعلم / المعلمة) دعم مقولتهم الشهيرة (العلم من المهد إلى اللحد) وهم يهرولون يعيدا عن العلم لا سيما الرقمي ملتحفين جلدتي دفتر التحضير البالية تحصنا من طاعون العصر, الحاسب الآلي وعاء المعرفة الرقمي في الفضاء المعلوماتي الرحب.
شكراً كورونا، ولا عزاء لمن هم على قارعة طريق العلم يائسون عبثا يحالون إيقاف قطار الحياة السريع.