بوابة صوت جازان الإلكترونية 

الثلاثاء, 21 سبتمبر 2021 11:49 مساءً 0 463 0
فرحة وطن بين غاية التوحيد وذهنية الاحتفال..
فرحة وطن بين غاية التوحيد وذهنية الاحتفال..

فرحة وطن بين غاية التوحيد وذهنية الاحتفال


الكاتب / إبراهيم أحمد آل الفقهاء 


لا يمكن مصادرة حق الفرد في الفرح إذا ما تهيأ له ذلك.  بل يجب الفرح معه تجسيداً للأخوة ومشاركة حميمية له في لحظات سعده تلك.
وبقدر حجم المناسبة السعيدة تكون السعادة غامرة، ولعل أكبر مناسبة مجتمعية هي اليوم الوطني.  وهذه المناسبة ليست عيداً وليست بدعة في الآن ذاته وإنما هي بهجة قلبية ومن يستطيع تقييد المشاعر الحسية الفياضة غير الله.
وبعيداً عن كل الأطروحات الأيديولوجية التي تؤيد أو تلك المعارضة لإقامة هذه الاحتفالات التي تحاكي احتفالات الأعياد الرسمية ومدى حرمتها من عدمها.
فإنني أتحدث هنا عن حدث تاريخي غير خارطة الصحراء المترامية الأطراف والمتباينة التضاريس ولم شتات الإنسان التائه في رمال تلك النفود المتحركة أو ذلك الهائم في أودية السهول المتقلبة مناخيا وقد يكون هو ذاك الإنسان المتعب في قمم تلك الجبال الشاهقة الارتفاع والبعيد جداً عن أي مقومات للحياة تذكر.
هذا الإنسان المتعب حد الإنهاك يعلم تماماً رغم الجهل الشرعي المطبق عليه آنذاك بقطرته السليمة النقية أن هناك رب في السماء يرعاه ويقدر مآله ويسهل جهده الدنيوي  رغم كل تلك المكابدة المعيشية التي تقبلها بكل رحابة صدر يحدوه الأمل لغد أفضل.  وعزاه في ذلك كله أن لله في كل شيء حكمة.
وبرغم كل هذا الإيمان المتغلغل في صدر هذا الإنسان الصابر المحتسب، إلا أنه لم يكن يحلم مجرد حلم بهذه الوحدة التي جاءت نتيجة حتمية لعبقرية ذلك الرجل الخارق للعادة والذي انطلق في رحلته الجهادية وقد رسم في ذهنه هدفه بكل وضوح واستوعبه تماما وأمن به مع ثقته المطلقة في إمكانياته التي مكنته من جلب أدواته الكفيلة بتحقيق هدفه وحصن نفسه بفريق عمل جبار تشرب خطة قائده وفهم مفاتيح خارطة نجاح الهدف العام وفق مراحل الترحال فانطلق الجميع على بركة الله.  وكانت النتيجة الحتمية لهذا التخطيط المدروس تحقيق الهدف الأسمى هذا البلد الأشم الأصيل بفضل الله ثم بفضل حنكة ودهاء المؤسس  وبحزم وعزم من خلفه من أبناءه الكرام البررة واحفاده الأوفياء بدعم من حاجة مواطن هذا البلد والمقيم فيه إلى استمرار أمن هذه البقعة المباركة الأمر الذي زاد من تماسك وتلاحم الجميع في بوتقة أسمها المملكة العربية السعودية التي كانت عصية على كل معاول الهدم والتخريب وسدا منيعا أمام أي سيلان فكري منحرف.  وبذلك أصبح واجهة عالمية ومصدر فخر واعتزاز لكل منتسبا له بما يملكه من ثقل ديني وتفوق سياسي وتواجد اقتصادي على ساحة السوق العالمية بفضل استقراره سياسيا وامتزاج القياد بالشعب.
كل هذه المعطيات جعلت المملكة قدوة في جميع الأمور وخير ممثل لهذه القدوة هو من شرف بحمل هوية هذا الوطن أي المجتمع السعودي وخير من يمثل المجتمع هم فئة الشباب رجال اليوم وأمل المستقبل.
هذه السفارة العالمية يجب أن تتوافق مع التصرفات الشخصية للمجتمع الذي هو ترجمان ثقافة هذا السفير.  ولكن ما نرى من بعض التجاوزات الخاطئة والمرفوضة عرفا وقانونا بدعوى الوطنية الجارفة هي عارية تماما من الحقيقية، بل هي إساءة صريحة لهذا الكيان لأنها تعكس عقلية وثقافة من يقدمها على إنها إرث وطني لهذا الحدث الاستثنائي.  
وهنا يحق لك أن تقارن بين عقلية جيل المؤسس وبين ذهنية جيل الاحتفال السافر المبتذل وما يصاحب هذه الكلمة من تصرفات سلبية مرفوضة اجتماعيا وفطريا كترجمة واضحة لهذه السلبيات المرتكبة عنوة.
لماذا لا يكون اليوم الوطني هو احتفال حقيقي بمنجز وطني يخدم إنسان هذا الوطن كاختراع علمي غير مسبوق، أو بحث علمي مفيد في أي منحى من مناحي الحياة يقدم خيارات جديدة لمجتمعه على غرار جائزتي نوبل والفيصل؟
اقترح أن تعمل إمارات المناطق بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص على تحفيز مواطني هذا البلد بدءاً من نهاية اليوم الوطني الحالي ولمدة عام على تقديم منجزات وطنية، تحت إشراف فريق عمل متخصص لتقييم الأعمال المقدمة واختيار الجديرة بالتكريم، لتكريم أصحابها في يوم العرس الكبير كل في منطقته على شرف أمير المنطقة.
أو أن تجمع الأعمال والأفكار الخلاقة التي يمكن تحويلها إلى أعمال حقيقية ثم يرتب لأصحابها مقابلة ولي الأمر في يوم العرس الكبير وهذا هو أكبر تكريم للمواطن والوطن.
والعصف الذهني لخدمة هذا الوطن هو رد متواضع لجميل يصعب مكافأته بصرف هذا الجهد بما يعود بالنفع على الصالح العام أفضل بكثير من تلك الرقصات التي تأباها الرجولة وتلك الحركات المايعة التي تستدعي إحكام الطوق الأمني الحازم حفاظا على حياة أسر قدر لها أن تكون وسط تلك الأمواج الهادرة بتصرفات شاذة وألفاظ نابية يرفضها السمع القويم وحركات ساقطة تلفظها الفطرة السليمة.
وإنني لأتساءل بحرقة هل اليوم الوطني المجيد فرحة أم أنه ترحة لأولئك الشباب الذي أحرقوا قلوب ذويهم في فرحهم إما بموتهم أو إعاقتهم الدائمة نتيجة تهور سخيف ينسبونه ظلما لفرحة الوطن التي هي منه براء.
إنها دعوة صادقة من قلب محب للخروج من نمطية السفه والتيه إلى ذهنية العالمية ورحلة الاكتشاف العلمي في الأفق الفضائي الرحب, وليس ذلك على العقل السعودي بعزيز.
وكل عام والسعودية محلقة بآمال الإسلام والمسلمين فوق هام سحب العزة والكرامة والسؤدد.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
مدير البوابة

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة

بلوك المقالات

الصور

بوابة صوت جازان الإلكترونية 

بوابة صوت جازان الإلكترونية 

أخر ردود الزوار

الكاريكاتير

استمع الافضل